لقد دأب الإنسان ومنذ القدم في البحث عن مصادر من شأنها تحل أو تحد من المشاكل الصحية التي يعاني منها فبحث في الطبيعة واستطاع استخلاص الأدوية من نباتات الأرض، إلا أن ثمة أمراض وإصابات لم يجد لها حلاً فهداه الله في البحث في نفسه بقول سبحانه ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ).
بحث الإنسان عن نفسه ووجد أنه بدأ من خلية واحدة تمثل الجذع أو الأصل الذي نبت منه وسماها الخلية الجذعية ثم توالت انقسامات الخلية لتعطى أخرى حتى تكّون باقي الجسم، كما شاهد أن بعض هذه الخلايا تبقى حتى بعد الولادة فشرع في البحث عن إمكانية استخدام هذه الخلايا في حل المشكلات المستعصية كالإمراض المزمنة.
وبعد البحث والغوص في غمار هذه الخلايا وجد أنها ذات قدرات متفاوتة وتختلف باختلاف عمر الإنسان فمنها ما هو كامل القدرة لإنتاج الكائن الحي بكاملة ومنها ما هو وافر القدرة وتقل مستوى القدرة إلى أن تصبح وحيدة القدرة لذا توالت البحوث وأنتشر الاهتمام بالخلايا الجذعية.
ولأهمية أبحاث الخلايا الجذعية تواكب الباحثون وعلى رأسهم سعادة الدكتورعبدالله بن محمد الدهمش في قسم التشريح كلية الطب جامعة الملك سعود مع الموضوع ونجحوا بفضل من الله ودعم مشكور من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بإنشاء أول وحدة على مستوى الشرق الأوسط تعني بأبحاث الخلايا الجذعية، وخلال فترة وجيزة استطاعوا تأسيس وحدة متكاملة تتكون من فريق متجانس ومعدات ومعامل أساسية، كما تمكنوا من إحراز نتائج قياسية إذا ما قيست بالعمر الزمني والإمكانيات المتاحة.